شاءت الأقدار أن تتقابل مصر والجزائر مجددا بعد كل ما حدث من هيجان إعلامي وجماهيري وتوتر في العلاقات الدبلوماسية إثر مباراة كرة القدم الفاصلة بين منتخبي البلدين في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010 لكرة القدم في الخرطوم، وها هما يلتقيان الجمعة في القاهرة في نصف نهائي كأس الأمم الأفريقية لكرة اليد.
علاوة مزياني (نص)
ستكون المواجهة بين منتخبي مصر والجزائر الجمعة في القاهرة في نصف نهائي كأس الأمم الأفريقية لكرة اليد مثيرة وحاسمة ومصيرية. ذلك أن الفائز سيصطاد عصفورين بحجر واحد، من جهة الصعود إلى نهائي هذه البطولة القارية، ومن جهة ثانية ضمان التأهل إلى البطولة العالمية التي تستضيفها السويد بين 13 و30 يناير/كانون الثاني 2011، علما أن المشاركة الأفريقية في دورة العام المقبل ستقتصر على الثلاثة فرق الأولى في ترتيب بطولة مصر 2010. وقد يحصل الفائز على عصفور ثالث في حال أحرز لقب البطولة الأفريقية إذ سيحكم سيطرته على كرة اليد القارية التي طالما تنافس عليها المنتخبان برفقة نظيرهما التونسي، الذي يعد أكثر المنتخبات فوزا باللقب حيث أحرزه سبع مرات فيما كان الفوز حليف الجزائر ست مرات ومصر خمس مرات. وقد توجت هذه المنتخبات الثلاثة بكل ألقاب البطولة منذ بدايتها في العام 1974.
إثارة وحماس و.. تخوف
لكن دائما المباريات بين مصر والجزائر تكتسي طابعا خاصا ومميزا ومشوقا ومثيرا، ودائما تستقطب المواجهات بينهما سواء تعلق الأمر بكرة اليد أوكرة القدم أو غيرها من المنافسات والمسابقات أنظار الجماهير في البلدين وفي غيرهما من البلدان الأفريقية والعربية والإسلامية. فسوف يكون التنافس على أشده الجمعة في القاهرة أمام جمهور قياسي قد يصل إلى 25 ألف شخص ومشجع وسط إجراءات أمنية استثنائية تخوفا من وقوع تجاوزات قد تضر بحسن سير اللقاء. وتفاديا لحدوث ذلك أقدم مسؤولو المنتخبين على تهدئة الأمور منذ تأكدت المواجهة أي فور انتهاء مباراة تونس والجزائر (21-21) التي حددت من سيلتقي بالبلد المضيف. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن رئيس الاتحاد المصري لكرة اليد هادي فهمي قوله إن المباراة "هي نهائي مبكر بين شقيقين عربيين" مضيفا "أتوقع أن تكون مباراة مثيرة عامرة بالكفاح تسودها الروح الرياضية". من جهته، ودائما حسب رويترز، صرح رئيس الاتحاد الجزائري لكرة اليد جعفر آيت مولود إنه يتمنى أن تخرج المباراة "نظيفة ومعبرة عن الحفاوة التي استقبل بها الفريق الجزائري لدى وصوله إلى مطار القاهرة قبل انطلاق البطولة". وتابع قائلا: "سيصل للمباراة النهائية من يكون أفضل خلال أحداث المباراة والجميع سيهنئ الفائز لأنها مجرد مباراة في بطولة رياضية".
والفائز هو...
وقد يصعب التكهن بمن سيسعفه الحظ في كسب المباراة، فمنتخب مصر صعد إلى نصف النهائي من دون منازع في مجموعته التي ضمت المغرب والكونغو الديمقراطية، وهو حامل اللقب وسيلعب أمام جمهوره في القاهرة، إلا أن نظيره الجزائري حقق نصف المفاجأة في مباراته الأخيرة أمام تونس، أحد المرشحين للفوز باللقب، حيث تعادل معه 21-21 بل وانتزع التونسيون هدف التعادل 12 ثانية قبل نهاية المباراة. فهل ستكون الرياضة في نهاية المطاف الفائز الأكبر في هذه المواجهة الحاسمة؟ الجواب غدا الجمعة.