وصف أحمد أبوالغيط وزير الخارجية مقتل الدكتورة المصرية مروة الشربينى على يد متطرف ألمانى فى قاعة محكمة ألمانية الأسبوع الماضى بأنه حادث بشع ومأساوى وندينه بأقوى لهجة ممكنة لأنه يعكس قمة العنصرية والتطرف.
وقال أبوالغيط إننا سوف نقوم بكل مسئولياتنا حماية لمصالح السيدة القتيلة ونتابع التحقيقات بالشكل القانونى المتفق عليه فى علاقات الدول مع بعضها البعض .
وأكد فى حديث لصحيفة "الاسبوع" المستقلة تنشره فى عددها الصادر الجمعة أن "هذا الحادث المريع يدق جرس إنذار للمجتمعات الغربية ينبهها إلى أخطار هذا التطرف المقيت وضرورة تحمل هذه المجتمعات مسئولياتها فى تفريغ أى شحنات للعنصرية بها".
وعلى صعيد أخر قال أبو الغيط تعقيبا على تصريحات نائب الرئيس الأمريكى جو بايدن مؤخرا بأن إسرائيل لها مطلق الحرية بوصفها دولة ذات سيادة فى أن تفعل ما تريد مع إيران بدعم أمريكي، قال أبوالغيط "لاأعتقد أن أمريكا قد وصلت إلى قناعة تتقبل معها التصدى لإيران عسكريا ناهيك عن أن تساهم فى عمل كهذا".
وأضاف "أتصور أن مثل هذه التصريحات تأتى اليوم فى أعقاب الوضع الإيرانى الداخلى ولكن لا أتصورها تعكس حقيقة النوايا الأمريكية خاصة أن الشرق الأوسط يمر بفترة حساسة وبالتالى يجب ألا تشهد المنطقة عمليات عسكرية إضافية تحركها أمريكا لاسيما أن هذه الإدارة الديمقراطية حصلت على التأييد الشعبى من أجل وقف هذا الإنجراف الطاغى من قبل إدارة بوش نحو إستخدام القوة أو السماح بها".
وقال إن هذا الأمر سيحتاج إلى كثير من الوقت لتتبع النوايا الأمريكية الحقيقة ودراستها أخذا فى الإعتبار بأننا لم نشهد بعد بدء الحوار الأمريكى الإيرانى .. كما لم نستمع أو نقرأ ما قيل عن نية إيران فى الرد على الجانب الغربى فيما يتعلق بملفها النووى .
وحول محاولة إسرائيل تأكيد وجود توافق إسرائيلى عربى حول خطورة الطموحات النووية الإيرانية قال أبوالغيط إن "هذا محض هراء ، فلا يوجد أى تنسيق عربى إسرائيلى حول هذا ، فهناك تباين بين الموقفين ، فرغم أن التوجهات الإسرائيلية تسعى بكل السبل للتصدى لملف إيران النووى بهدف القضاء عليه ، فإننا نحن كعرب نقول إن هناك حقوقا لإيران كفلتها إتفاقية منع الإنتشار النووى ، وبموجبها يكون لإيران الحق الكامل فى كل الإستخدامات النووية السلمية".
أضاف "نحن فى مصر - وهذه نقطة يجب التدقيق فيها - عندما نقول إننا ضد السماح بالإنتشار النووى العسكرى فإننا ننطلق من المبادرة المصرية التى دعا إليها الرئيس حسنى مبارك فى أوائل التسعينيات والتى تطالب بإعلان الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية دون إستثناء لأى دولة ، ولاشك أن الحظر يجب أن يصدق على سرائيل حيث أن إمتلاكها للسلاح النووى يؤدى الى إطلاق سباق نووى فى المنطقة يحول دون تحقيق أهداف النمو والسلام ويجرف المنطقة نحو إهدار الموارد وسباق تسلح لايستفيد منه أحد" .
وحول ما يتردد عن إحتكار مصر لبند المصالحة الفلسطينية ، قال أبوالغيط " لوترك هذا الملف لكى تتدخل فيه أطراف أخرى فإن كل طرف سيلعب على مصالحة ورؤيته وتحقيق أهدافه . ومن هنا إتفق على أن يوضع الملف فى يد واحدة تعمل على علاجه".
وأوضح أن الجامعة العربية أعطت الملف لمصر بموافقة كاملة من كل الأطراف العربية، وصدرت قرارات تقول "نؤيد الجهد المصرى"، وبالنسبة للبعد الدولى أقر مجلس
الأمن الجهد المصرى وأيده وبالتالى فإن هؤلاء الذين يتحدثون بالغمز واللمز عن إحتكار مصر للملف عليهم أن يعودوا إلى ماسبق أن أقروه من قبل.
وعن العلاقات بين مصر وسوريا قال أبو الغيط إن العلاقات بين مصر وسوريا تتسم بالهدوء ولا توجد مناوشات ، وآمل خلال الأسابيع والشهور القليلة المقبلة مع الأوضاع الإقليمية وتطوراتها أن تشهد العلاقات تحركات إيجابية، مؤكدا أن الوضع العربى ليس بالسوء الذى كان سائدا فى السنوات الثلاث الماضية .
وقال "هناك قدر من التحسن اليوم، وهذا ماينبغى ان نبنى عليه ونسعى لتعزيزه وتدعيمه، وجاءت صدمة العدوان الإسرائيلى على غزة لتعيدنا جميعا إلى الفترة التى كانت سابقة لقمة الكويت، نتجاوز هذا تدريجيا الآن، وآمل قبل نهاية العام أن نتمكن من تشكيل وضع عربى يستطيع أن يأخذنا إلى مرحلة متقدمة من العمل العربى المشترك"