شيع الألاف من أهالي الإسكندرية جثمان الشهيدة الدكتورة مروة الشربينى إلى مثواه الأخير عقب أداء صلاة الظهر بمسجد القائد إبراهيم وسط حالة من الحزن الشديد.
وشارك في الجنازة وزيرة القوى العاملة والهجرة "عائشة عبد الهادي" ومحافظ الاسكندرية اللواء عادل لبيب وحشد كبير من القيادات التنفيذية والشعبية.
وأكد المشاركون في الجنازة انهم يحتسبون مروة شهيدة عند الله لأنها فقدت حياتها دفاعا عن دينها وحجابها.
وخيمت حالة من الحزن الشديد علي أسرتها والمودعين لها، فيما كان شقيقها طارق يردد والمئات وراءه عبارة "لا إله ألا الله".
كما حرصت وسائل الإعلام والقنوات الفضائية ومئات الإعلاميين على التواجد وحضور مراسم تشييع الجثمان إلي مثواه الأخير.
وفقدت السيدة ليلى والدة الفقيدة تماسكها وهى تتلقى العزاء في وفاة ابنتها التي راحت ضحية لتهور احد الألمان من أصل روسي، ودخلت في موجة من البكاء الحاد لشعورها إنها لن ترى ابنتها مرة أخري وإنها في طريقها إلي مثواها الأخير.
وما أن اقترب موعد دفن الجثمان ظلت الأم تردد "كنت بكلمها يوم الثلاثاء" وكانت أخر محادثة قبيل يوم واحد من رحيلها، وكنت أستشعر بما سيحدث لها وطلبت منها أكثر من مرة أن تجمع حقائبها وتعود وابنها إلى مصر قبل موعد المحاكمة ولا اعتراض على إرادة الله".
وامتلأت قاعة المسجد الرئيسية بالمصليين من السيدات والرجال- تجاوز عددهم الآلاف- وقامت إدارة المسجد بفتح قاعة المناسبة لتسع المصليين الذين جاءوا للمشاركة في تشييع جثمان الفقيدة والمشاركة في صلاة الجنازة.
واستنكرت إحدى أقارب مروة بعيون باكية ما حدث وقالت "لأ استطيع أن أدرك سيدة تقتل أمام ساحة القضاء ولكنها " شهيدة " ومن قتلها سوف يقف أمام قضاء أعلى وأقوى هو حكم المولى عز وجل".
وبعد أداء صلاة الجنازة خرجت والدة مروة - لاتحملها قدماها من هول ما يحدث لها - لتوديع ابنتها التي غابت عنها لسنوات وكانت تنتظر قدومها الى مصر لتلد ابنها التي كانت تحمله ولكن شاءت الأقدار أن تأتى مروة محمولة على الأعناق وتودعها أمها بعيون باكية.
مجلس الشعب يأسف للحادث
وقالت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب ان أعضاءها استقبلوا بالأسف الشديد والحزن العميق نبأ استشهاد مروة الشربينى.
واضافت اللجنة انها إذ تعتبر ماجرى نموذجا للتعصب ونوعا من الإرهاب الفردى ضد أسرة مصرية مسالمة سعت إلى الخارج لطلب العلم دون استفزاز أحد أو العدوان على الغير، فإنها ترى أن روح العداء التى بدأت تنتشر فى بعض الأوساط الغربية ضد العرب والمسلمين هى الدافع الحقيقى وراء هذه الجريمة النكراء.
واستنكرت اللجنة بشدة ذلك الحادث المروع وتهيب بالسلطات الألمانية استكمال التحقيق فى أقرب وقت وإحالة الجانى إلى محاكمة عادلة وفقا للقوانين الألمانية المعروفة ، وذلك فى إطار العلاقات الوثيقة والصداقة القوية بين الشعبين المصرى والألمانى.
وتنتهز اللجنة هذه الفرصة للمطالبة بإستصدار تشريع دولى يجرم الإساءة إلى المظاهر الدينية والأزياء التى تعبر عن ثقافات معينة احتراما لحقوق الإنسان وإيقافا للمد العنصرى العدوانى الذى استهدف العرب والمسلمين فى السنوات الأخيرة.
وتقدم اللجنة صادق عزائها لأسرة الفقيدة الشهيدة وللشعب المصرى العظيم الذى عاش محترما لتقاليد التسامح والإخاء والمحبة.
ولقيت الشهيدة مروة حتفها يوم الأربعاء الماضى إثر قيام ألمانى من أصل روسى بطعنها فى ساحة المحكمة بعدة طعنات نافذة، وذلك بعد أن حكمت عليه المحكمة بالغرامة والحبس لسبها واتهامها بالإرهاب.