وجهت النيابة العامة الألمانية تهمة القتل العمد للألماني قاتل السيدة المصرية مروة الشربيني التي قتلها متطرف ألماني بسبب ارتدائها للحجاب، وطالبت بمعاقبته بالسجن مدي الحياة دون أي إمكان للعفو.
وقال السفير المصري في ألمانيا رمزي عز الدين في تصريحات صحفية: "إن السلطات الألمانية وصفت الحادث بأنه عمل إجرامي"، مشيرا إلي أنه تم تكليف محام ألماني بمتابعة التحقيقات استعدادا لرفع قضيتين، إحداهما جنائية والأخري مدنية.
وأضاف قائلا: "إن السلطات الألمانية أبدت روحا استثنائية من التعاون، حيث تم السبت استخراج شهادة وفاة لإعادة الجثة إلي مصر الاحد، على الرغم من أن السبت يوم راحة رسمية.
وكان السفير أحمد رزق مساعد وزير الخارجية والمصريين بالخارج قد صرح بأن جثمان المصرية مروة الشربيني، التي قتلت في المانيا علي يد متطرف ألماني من أصل روسي، سوف يصل إلي القاهرة في الساعة الثامنة من مساء الاحدعلي متن طائرة مصرية برفقة شقيقها ونجلها البالغ من العمر3 سنوات.
وأشار السفير أنه أرسل عضوين من السفارة إلي مدينة دريزون الألمانية لمتابعة ما حدث مع السلطات هناك، وابدي استعداده لرعاية ابن القتيلة لدي إحدي أسر الدبلوماسيين.
ومن جانبه أدان ميشائيل بوج نائب عمدة نوياكولن وأمين السياسات الداخلية فى البرلمان الألمانى كل أشكال العنصرية والتطرف ، كما أدان مقتل مروة الشربينى التى لقيت مصرعها على يد متطرف ألمانى من أصل روسى داخل إحدى المحاكم الألمانية الأربعاء، مشيرا إلى أن هناك عدة إجراءات يتم دراستها للحيلولة دون تكرار هذا العمل.
وأشار نادر خليل مسئول لجنة الاندماج بالحزب المسيحى الديمقراطى "ألمانى من أصل عربى" إلى أن حادثة مروة ليست الأولى من نوعها التى تحدث فى المحاكم الألمانية، مؤكدا أهمية أن تحمى المؤسسات الرسمية كالمحاكم من يأتى للادلاء بشهادته.
وشدد على ضرورة تفعيل المؤسسات الأهلية التى تمثل العرب فى ألمانيا والتى تدعم حقوقهم ومشاكلهم، مطالبا بوقفة عربية واحدة من الجاليات العربية حتى تشعر الحكومة الألمانية أن هناك من يراقب الحدث وأن العرب يدافعون عن حقهم فى العيش فى سلام وأنهم يرفضون العنصرية والاستهانة بحقوقهم والتعدى عليهم.
وفي برلين أقيمت صباح الاحد صلاة الجنازة على روح الفقيده بمسجد "السلام" بحى "نويا كولن"، وقد تقدم المصليين السفير المصري رمزى عز الدين رمزى وأعضاء السفارة المصرية ببرلين وأعضاء المكاتب الفنيه. كما أدى الصلاة كذلك عدد كبير من الجاليات المصرية والعربية .
وعبرت الجالية المصرية في ألمانيا عن استيائهم الشديد من الحادث، واستنكروا دخول القاتل قاعة المحكمة بسلاحه، مطالبين الحكومة الألمانية بدفع التعويضات وفق القانون الألماني، التي تصل إلي عدة ملايين دولار، يدخل ضمنها تعويض الزوج والطفل مصطفي للضرر الواقع عليهما.
كما تسارع تسارع سكان شارع أحمد فتحي بمنطقة جليم في الاسكندرية مسقط رأس الدكتورة مروة الشربيني لإقامة صلاة الغائب علي روحها، في حين أكد محافظ الإسكندرية اللواء عادل لبيب أنه تم تخصيص مدفن خاص علي نفقة المحافظة بمنطقة الناصرية غرب الإسكندرية.
وقال لبيب انه تم اتخاذ الإجراءات اللازمة وتقديم كافة التسهيلات لعائلة الضحية لدفن جثمانها فور وصولها للإسكندرية الاثنين علي أن تكون جنازتها رسمية يشارك فيها جميع القيادات الشعبية والتنفيذية وممثلي المجتمع المدني في كافة صورة.
ومن جانبه فجر المهندس علي الشربيني والد الدكتورة مروة مفاجأة مثيرة، حيث قال إن البوليس الألماني قام باطلاق الرصاص على زوج "مروة" الذي يرقد الآن في المستشفى، عندما حاول حماية زوجته والدفاع عنها وعن نفسه.
وتسائل الشربيني: كيف يمكن لشخص أن يدخل قاعة محكمة مسلحًا، وكيف يتركوه لمدة 10 دقائق يذبح ضحيته دون تدخل؟ وكيف يطلق البوليس الألماني الرصاص علي الضحية، ويترك الجاني؟.
وروى والد الضحية ملابسات الموضوع، فقال: "كانت ابنتي قد سافرت مع زوجها منذ خمسة أعوام للحصول علي درجة الدكتوراه في الصيدلة، ومارست العمل باعتبارها خريجة كلية الصيدلة أيضًا.
ومنذ عام ونصف فوجئت اثناء قيامها بالتنزه مع ابنها مصطفي في إحدي الحدائق في مدينة دريزون الألمانية بشخص ألماني يقوم بنزع الحجاب عنها، ويردد عبارات تسيئ إلي الاسلام والعرب، واستغاثت وأسرع رواد الحديقة بانقاذها، وقاموا بتسليم هذا الشخص إلي الشرطة، الذي أحيل إلي المحاكمة.
يضيف المهندس الشربيني: "بعد هذا الحادث اتصلت بي مروة، وحكت لي القصة وأقنعتها أن الموضوع يحدث في كل مكان في العالم "ومفيش داعي للمشاكل".
وحددت المحكمة الأربعاء للنطق بالحكم، وقضت بالغرامة والحبس وفوجئ الحاضرون بالقاتل الألماني يقوم بطعنها باستخدام خنجر "عسكري"، حيث وجه لها 18 طعنة مما أدي إلي مصرعها في الحال، وعندما حاول زوجها انقاذها قام هذا الشخص بطعنه طعنتين في الصدر وأخري في الكبد، ويرقد الآن في المستشفي بين الحياة والموت.
وطالب الحكومة المصرية بمتابعة التحقيق حتى تحصل ابنته وابنها البالغ من العمر 3 سنوات حقهما، وعمل مراسم دفن بصورة لائقة.
يذكر أن أحداث الجريمة بدأت بمشادة كلامية بين الدكتورة مروة الشربيني ومواطن ألماني يدعى أليكس (28 عاما) في حديقة للأطفال قبل عام، عندما طلبت منه أن يترك الأرجوحة لابنها الطفل، إلا أنه قام بسبها واتهامها بأنها "إرهابية" بسبب ارتدائها الحجاب.
واعتاد الجاني التعرض لها ونزع الحجاب عن رأسها، مما اضطرها إلى تقديم شكوى ضده، حيث قضت المحكمة أواخر 2008 بتغريم المتهم 750 يورو، أي ما يعادل حوالي 1055 دولارا أمريكيا.
إلا أن المتهم الذي استأنف الحكم، وتربص بمروة داخل المحكمة حيث أخرج سكينا كان بحوزته وقام بطعنها عدة طعنات فأرداها قتيلة على الفور، كما وجه بعض الطعنات إلى زوجها وشخص آخر أثناء محاولتهما إنقاذ الزوجة.